کد مطلب:90785 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:117

کتاب له علیه السلام (55)-إِلی معاویة جواباً















بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِیٍّ أَمیرِ الْمُؤْمِنینَ إِلی مُعَاوِیَةَ بْنِ أَبی سُفْیَانَ[1].

أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّا كُنَّا نَحْنُ وَ أَنْتُمْ، عَلی مَا ذَكَرْتَ، مِنَ الأُلْفَةِ وَ الْجَمَاعَةِ، فَفَرَّقَ بَیْنَنَا وَ بَیْنَكُمْ أَمْسِ أَنَّا[2] آمَنَّا وَ كَفَرْتُمْ، وَ الْیَوْمَ أَنَّا اسْتَقَمْنَا وَ فُتِنْتُمْ.

[صفحه 841]

وَ مَا أَسْلَمَ مُسْلِمُكُمْ إِلاَّ كُرْهاً، وَ بَعْدَ أَنْ كَانَ أَنْفُ الإِسْلاَمِ كُلُّهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ حِزْباً.

وَ ذَكَرْتَ أَنَّی قَتَلْتُ طَلْحَةَ وَ الزُّبَیْرَ، وَ شَرَّدْتُ بِعَائِشَةَ، وَ نَزَلْتُ بَیْنَ الْمِصْرَیْنِ، وَ ذَلِكَ أَمْرٌ غِبْتَ عَنْهُ وَ لَمْ تَحْضَرْهُ، وَ لَوْ حَضَرْتَهُ لَعَلِمْتَهُ[3] فَلاَ الْجِنَایَةُ[4] [ فیهِ ] عَلَیْكَ، وَ لاَ الْعُذْرُ فیهِ إِلَیْكَ.

وَ ذَكَرْتَ أَنَّكَ زَائِری فِی الْمُهَاجِرینَ وَ الأَنْصَارِ، وَ قَدِ انْقَطَعَتِ الْهِجْرَةُ یَوْمَ أُسِرَ أَخُوكَ.

فَإِنْ كَانَ فیكَ عَجَلٌ فَاسْتَرْفِهْ، فَإِنّی إِنْ أَزُرْكَ فَذَلِكَ جَدیرٌ أَنْ یَكُونَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ[5] إِنَّمَا بَعَثَنی إِلَیْكَ لِلنِّقْمَةِ مِنْكَ.

وَ إِنْ تَزُرْنی فَكَمَا قَالَ أَخُو بَنی أَسَدٍ:


مُسْتَقْبِلینَ رِیَاحَ الصَّیْفِ تَضْرِبُهُمْ
بِحاصِبٍ بَیْنَ أَغْوَارٍ وَ جُلْمُودِ


وَ عِنْدِی السَّیْفُ الَّذی أَعْضَضْتُهُ بِجَدِّكَ وَ خَالِكَ وَ أَخیكَ فی مَقَامٍ وَاحِدٍ.

وَ إِنَّكَ، وَ اللَّهِ، مَا عَلِمْتُ الأَغْلَفُ الْقَلْبِ، الْمُقَارِبُ الْعَقْلِ.

وَ الأَوْلی أَنْ یُقَالَ لَكَ: إِنَّكَ رَقیتَ سُلَّماً أَطْلَعَكَ مَطْلَعَ سُوءٍ عَلَیْكَ لاَ لَكَ، لأَنَّكَ نَشَدْتَ غَیْرَ ضَالَّتِكَ، وَ رَعَیْتَ غَیْرَ سَائِمَتِكَ، وَ طَلَبْتَ أَمْراً لَسْتَ مِنْ أَهْلِهَ وَ لاَ فی مَعْدِنِهِ.

فَمَا أَبْعَدَ قُولَكَ مِنْ فِعْلِكَ.

وَ قَریبٌ مَا أَشْبَهْتَ مِنْ أَعْمَامٍ وَ أَخْوَالٍ، حَمَلَتْهُمُ الشَّقَاوَةُ وَ تَمَنِّی الْبَاطِلِ عَلَی الْجُحُودِ بِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، فَصُرِعُوا مَصَارِعَهُمْ حَیْثُ قَدْ[6] عَلِمْتَ، لَمْ یَدْفَعُوا عَظیماً، وَ لَمْ یَمْنَعُوا حَریماً، بِوَقْعِ سُیُوفٍ مَا خَلاَ مِنْهَا الْوَغی، وَ لَمْ تُمَاشِهَا[7] الْهُوَیْنَا. وَ السَّلاَمُ لأَهْلِهِ.

[صفحه 842]


صفحه 841، 842.








    1. ورد فی.
    2. أنّ اللّه بعث رسوله منّا ف. ورد فی الإمامة و السیاسة لابن قتیبة ج 1 ص 101.
    3. ورد فی الإمامة و السیاسة لابن قتیبة ج 1 ص 101.
    4. ورد فی الاحتجاج للطبرسی ج 1 ص 179. و البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 502.
    5. ورد فی الاحتجاج للطبرسی ج 1 ص 179.
    6. ورد فی كتاب الفتوح لابن أعثم ج 2 ص 536.
    7. تماسّها. ورد فی متن شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید ج 17 ص 250. و متن منهاج البراعة للخوئی ج 20 ص 369.