کد مطلب:90785 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:117
أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّا كُنَّا نَحْنُ وَ أَنْتُمْ، عَلی مَا ذَكَرْتَ، مِنَ الأُلْفَةِ وَ الْجَمَاعَةِ، فَفَرَّقَ بَیْنَنَا وَ بَیْنَكُمْ أَمْسِ أَنَّا[2] آمَنَّا وَ كَفَرْتُمْ، وَ الْیَوْمَ أَنَّا اسْتَقَمْنَا وَ فُتِنْتُمْ. [صفحه 841] وَ مَا أَسْلَمَ مُسْلِمُكُمْ إِلاَّ كُرْهاً، وَ بَعْدَ أَنْ كَانَ أَنْفُ الإِسْلاَمِ كُلُّهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ حِزْباً. وَ ذَكَرْتَ أَنَّی قَتَلْتُ طَلْحَةَ وَ الزُّبَیْرَ، وَ شَرَّدْتُ بِعَائِشَةَ، وَ نَزَلْتُ بَیْنَ الْمِصْرَیْنِ، وَ ذَلِكَ أَمْرٌ غِبْتَ عَنْهُ وَ لَمْ تَحْضَرْهُ، وَ لَوْ حَضَرْتَهُ لَعَلِمْتَهُ[3] فَلاَ الْجِنَایَةُ[4] [ فیهِ ] عَلَیْكَ، وَ لاَ الْعُذْرُ فیهِ إِلَیْكَ. وَ ذَكَرْتَ أَنَّكَ زَائِری فِی الْمُهَاجِرینَ وَ الأَنْصَارِ، وَ قَدِ انْقَطَعَتِ الْهِجْرَةُ یَوْمَ أُسِرَ أَخُوكَ. فَإِنْ كَانَ فیكَ عَجَلٌ فَاسْتَرْفِهْ، فَإِنّی إِنْ أَزُرْكَ فَذَلِكَ جَدیرٌ أَنْ یَكُونَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ[5] إِنَّمَا بَعَثَنی إِلَیْكَ لِلنِّقْمَةِ مِنْكَ. وَ إِنْ تَزُرْنی فَكَمَا قَالَ أَخُو بَنی أَسَدٍ: مُسْتَقْبِلینَ رِیَاحَ الصَّیْفِ تَضْرِبُهُمْ وَ عِنْدِی السَّیْفُ الَّذی أَعْضَضْتُهُ بِجَدِّكَ وَ خَالِكَ وَ أَخیكَ فی مَقَامٍ وَاحِدٍ. وَ إِنَّكَ، وَ اللَّهِ، مَا عَلِمْتُ الأَغْلَفُ الْقَلْبِ، الْمُقَارِبُ الْعَقْلِ. وَ الأَوْلی أَنْ یُقَالَ لَكَ: إِنَّكَ رَقیتَ سُلَّماً أَطْلَعَكَ مَطْلَعَ سُوءٍ عَلَیْكَ لاَ لَكَ، لأَنَّكَ نَشَدْتَ غَیْرَ ضَالَّتِكَ، وَ رَعَیْتَ غَیْرَ سَائِمَتِكَ، وَ طَلَبْتَ أَمْراً لَسْتَ مِنْ أَهْلِهَ وَ لاَ فی مَعْدِنِهِ. فَمَا أَبْعَدَ قُولَكَ مِنْ فِعْلِكَ. وَ قَریبٌ مَا أَشْبَهْتَ مِنْ أَعْمَامٍ وَ أَخْوَالٍ، حَمَلَتْهُمُ الشَّقَاوَةُ وَ تَمَنِّی الْبَاطِلِ عَلَی الْجُحُودِ بِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، فَصُرِعُوا مَصَارِعَهُمْ حَیْثُ قَدْ[6] عَلِمْتَ، لَمْ یَدْفَعُوا عَظیماً، وَ لَمْ یَمْنَعُوا حَریماً، بِوَقْعِ سُیُوفٍ مَا خَلاَ مِنْهَا الْوَغی، وَ لَمْ تُمَاشِهَا[7] الْهُوَیْنَا. وَ السَّلاَمُ لأَهْلِهِ. [صفحه 842]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِیٍّ أَمیرِ الْمُؤْمِنینَ إِلی مُعَاوِیَةَ بْنِ أَبی سُفْیَانَ[1].
بِحاصِبٍ بَیْنَ أَغْوَارٍ وَ جُلْمُودِ
صفحه 841، 842.